Skip to Content Skip to Mainnavigation Skip to Meta Navigation Skip to Footer
Skip to Content Skip to Mainnavigation Skip to Meta Navigation Skip to Footer

تطواني في وضعية إعاقة: من باب سبتة إلى الوظيفة العمومية

حمزة التخريفة هو شاب في وضعية إعاقة من مواليد مدينة تطوان. حاصل على الماستر في القانون، تخصص العقار والمعاملات الائتمانية، وإطار بوزارة الإدماج الاقتصادي و المقاولة الصغرى و التشغيل و الكفاءات. يقوم حمزة أيضا بالترافع من أجل حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة من خلال تمثيلهم في الهيئة الاستشارية "هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع الاجتماعي" بجماعة تطوان، إضافة إلى مساهماته في العديد من المنظمات والفعاليات الحقوقية التي تروم تقوية الأشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب وتسهيل ولوجهم إلى حقوقهم والخدمات الموجهة إليهم. يشارك معنا حمزة، تقييمه للوضعية المهنية والاقتصادية للأشخاص في وضعية إعاقة في المغرب، وذلك على ضوء تجربته الشخصية. حيث مر بالعديد من التحديات المهنية والاجتماعية التي ستتطرق إليها المقابلة:

  • ما هو تقييمك العام لوضعية الإدماج الاقتصادي والمهني للأشخاص في وضعية إعاقة في المغرب؟

  • يتباين الوضع للأشخاص في وضعية إعاقة حسب تكوينهم والشواهد المحصلة، لكنني أعتبرهم جميعا متضررين بطريقة أو بأخرى. فأما بالنسبة للأشخاص في وضعية إعاقة الحاصلين على شواهد، فيشتكون من صعوبة إدماجهم في سوق الشغل، إلى جانب رداءة الولوجيات والمقاربات التي تأخذهم بعين الإعتبار داخل بيئات العمل. وأما الأشخاص الذين لا يتوفرون على شواهد فهم الأكثر تضررا، إذ تندر فرص العمل التي تأخذهم بعين الإعتبار وخاصة بالقطاع الخاص، وعموما، فإن نسبة التحاقهم بسوق الشغل تظل ضعيفة. 

هناك بعض البرامج والاستراتيجيات التي تروم إدماج الأشخاص في وضعية إعاقة في سوق الشغل. لكنها لا تغطي طلب هذه الفئة، ويجب عليها أن تتضاعف. وفي كثير من الأحيان، تكون شروط الاستفادة من البرامج الداعمة تعجيزية ولا تراعي الخصوصيات الاجتماعية والثقافية التي تحكم بيئة الأشخاص في وضعية إعاقة. فعلى سبيل المثال، يطلب من الأشخاص في وضعية إعاقة الإدلاء بوثيقة الوعد بالكراء من أجل الحصول على تمويل لمشاريعهم في أحد البرامج… وهو شرط تعجيزي يصعب على الكثير من الأشخاص في وضعية إعاقة. ذلك أنهم لا يستطيعون إقناع أشخاص بإعطاهم هذه الوثيقة بسبب الصور النمطية حول عدم كفائة الأشخاص في وضعية إعاقة وقدرتهم على الحصول على هذا التمويل. فالمجتمع لا يثق في قدرات الأشخاص في وضعية إعاقة، وبالرغم من ذلك، تطلب المؤسسات التي من المفترض أن تدعم هذه الفئات، أن تحضر وثائق غير والجة بالنسبة للأشخاص في وضعية إعاقة. فيبحث الأشخاص في وضعية إعاقة عن أفراد بعائلتهم أو معارفهم لتوفير هذه الوثائق لهم، أو يحصلون أحيانا على تعاطف بعض الأشخاص في محيطهم والمساعدة منهم. وهو ما يعني أن الأشخاص في وضعية إعاقة الذين هم منعزلون عن محيطهم يبقون في مهب الريح دون مراعاة هذا القطاع لحالتهم ويتضررون بشكل كبير، وقس على ذلك.

لا يتوفر الكثير من الأشخاص في وضعية إعاقة على القدرة على التعبير عن مطالبهم والترافع والدفاع عن حقوقهم، وهو ما يجعل الخيارات قليلة جدا أمامهم. وهو ما يشجع الكثير من الظواهر السلبية مثل الهدر المدرسي، الهجرة، الأمراض النفسية والإحباطات، الإنعزال الاجتماعي… وغيرها من النتائج السلبية لغياب الأمل والوضوح في طريق الأشخاص في وضعية إعاقة نحو سوق الشغل. وعلى المستوى الوطني، فإن عجلة التنمية الوطنية تتضرر من على المدى المتوسط والبعيد جراء ضعف إنتاجية هذه الفئة، إذ لا يستفيد المغرب اقتصاديا من ما يقارب 3 ملايين نسمة من الأشخاص في وضعية إعاقة العاطلين عن العمل.

وبالطبع، فإن الحالة الصحية للأشخاص في وضعية إعاقة تخلق مجموعة من التحديات في سوق الشغل. إذ لا يتمكنون من مزاولة بعد المهن أو يواجهون صعوبات مختلفة حسب نوع إعاقتهم وحدتها. وهو ما يرسخ الصور النمطية حول عجزهم حتى لو توفروا على كفائات وتجارب مهمة.

حدثنا عن تجربتك الشخصية؟

صراحة، لقد مررت بتجارب صعبة جدا. منذ صغري، كان أبي يشجعني على العمل واكتساب خبرات في الشارع والسوق العمومي. أول ما جرّبته هو بيع المناشف "كلينيكس" في السوق عندما كنت أدرس في الابتدائي، وبينما أنا أستمر في دراستي، كنت أتاجر في مستحضرات التجميل، العصير السريع التحضير "جونكي"، ملابس النساء… وغيرها من الأشياء. ولم يكن ذلك بهدف الحصول على المال، إذ كان بإمكان عائلتي توفير المال من أجلي. لكن ذلك كان من أجل اكتساب الخبرة والتعلم. كان أبي يرغب في جعلي مقاوما للظروف الصعبة وقادرا على دعم استقلاليتي عندما أكبر. وكنت أحترمه كثيرا على هذه الطريقة وأثق فيه. 

عندما بلغت دراساتي الجامعية كطالب بشعبة الدراسات القانونية، كنت أيضا أشتغل بباب سبتة، أذهب في منتصف الليل لاحضار السلع من سبتة وبيعها للمحلات بتطوان. أنتهي من عملي في الصباح وأذهب للدراسة بالثانية عشرة زوالا حتى السادسة مساءا. واستمريت في هذه الوضعية حتى أُغلق باب سبتة. وفي هذه المرحلة بالذات، بدأت العمل أيضا على المشاركة في الساحة المدنية والسياسية، وخضت العديد من التجارب المهمة في الترافع والمجتمع.وبعد تخرجي من سلك الماستر بتفوق، اجتزت مباراة التوظيف والتحقت بوزارة الإدماج الاقتصادي و المقاولة الصغرى و التشغيل و الكفاءات كإطار بمدينة تطوان. وفي كل هذه المراحل، كنت أحظى بالكثير من الاحترام والدعم من طرف محيطي، والدافع لم يكن هو التعاطف منهم بسبب إعاقتي، بل لأنني لطالما كنت أكنّ لنفسي الاحترام. احترام الذات يولد احترام الآخرين.

  • كيف تقيم الولوجيات بأماكن العمل في المغرب؟

  • أنا غير راضٍ عن جودة الولوجيات والمرافق والخدمات الموجهة للأشخاص في وضعية إعاقة بأماكن العمل في المغرب. على سبيل المثال، فحتى في الأماكن الوالجة بين قوسين، فإن الممرات الوالجة تكون شديدة الانحدار وتشكل خطرا كبيرا وتحتاج إلى المساعدة للاستخدام. أما بالنسبة للمهمات، فهي نادرا ما تراعي خصوصيات الأشخاص في وضعية إعاقة من بعد صحي. هذا دون أن ننسى حضور التهميش وسوء المعاملة وضعف المقاربات الانسانية بالقطاع الخاص.

  • ما هي الأسباب؟

  • أولا، لا يتم الاعتماد على خبرات هندسية ذات إلمام بمجال الإعاقة لتشييد المرافق بشكل والج وملائم. فنجد ضعفا كبيرا على مستوى المعرفة بالإعاقة والولوجيات عند المكلفين بأعمال التصميم والبناء. وثانيا فإن الاتفاقيات الجاري بها العمل لا يتم تفعيلها بشكل دقيق. وذلك بسبب ضعف الوعي والثقافة عند صناع القرار بخصوص الولوجيات. وأخيرا، فإنني أومن أن أصل المشاكل هو غياب الوازع الإنساني الذي يختفي أمام الأطماع والمصالح الخاصة.

كيف تقيم عروض العمل بالنسبة للأشخاص في وضعية إعاقة في المغرب؟

لا توجد استراتيجية واضحة لإدماج الأشخاص في وضعية إعاقة في سوق الشغل، هناك فرص حيدة تطلقها بعض المؤسسات الحكومية يستفيد منها الأشخاص في وضعية إعاقة الحاصلون على شواهد، لكن الأشخاص الغير حاصلين على شواهد يتضررون. أقترح

تشجيع القطاع الخاص على توظيف الأشخاص في وضعية إعاقة من خلال إعطائهم منح وامتيازات وغيرها من الطرق. بإمكان القطاع الخاص فك العزلة عن الأشخاص في وضعية إعاقة وإدماجهم والاستفادة منهم.

  • كيف تقيم المهارات والقدرات المطلوبة في سوق الشغل عند الأشخاص في وضعية إعاقة؟

شخصيا، أعرف الكثير من الأشخاص في وضعية إعاقة الذين يقومون بمهام لا يقوم بها الأشخاص دون إعاقة. وأعتبر نفسي واحدا منهم. إذ أعرف الكثير من الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى المال من أجل العيش، لكنهم لا يجرؤون على اتخاذ الطريق التي اتخذتها أنا والعديد من الأشخاص في وضعية إعاقة. من جهة أخرى، فإن مشكل ضعف المهارات والقدرات لا يتعلق بالأشخاص في وضعية إعاقة وحسب، بل هو مشكل نظامي كبير يعاني منه كل المغاربة. والتركيز على ضعف مهارات وقدرات الأشخاص في وضعية إعاقة في موضوع الإدماج المهني يخلق التمييز وحسب. والكثيرمن الأشخاص في وضعية إعاقة منعزلون بسبب إعاقتهم، ويحتاجون إلى مواكبة ودعم قدرات.

  • ما هي رسالتك للأشخاص في وضعية إعاقة في المغرب بخصوص التحاقهم بسوق الشغل؟

بكل إختصار، من الضروري على الأشخاص في وضعية إعاقة أن يتأقلموا ويتحدَّو ويحاولو الحصول على فرص، وفي نفس الوقت، عليهم أن يناضلوا من أجل تحسين ظروفهم.


هل كان المقال مساعدا؟

الإبلاغ عن خطأ؟ تقرير الآن.

ابحث عن إجابات لجميع أسئلتك في المنتدى