Skip to Content Skip to Mainnavigation Skip to Meta Navigation Skip to Footer
Skip to Content Skip to Mainnavigation Skip to Meta Navigation Skip to Footer

مساندة أسر الاطفال في وضعية إعاقة في البرامج التأهيلية المجتمعية

إن تعزيز دور الأسر وإشراكها في إعداد وتخطيط وتنفيذ البرامج التأهيلية والتعليمية و اتخاذ القرارات التي تخص أبناءها. لن يصبح ممكنا إلا بتدريب الأهل وتثقيفهم بطرق التعامل السليم مع إعاقة أبنائهم و توعية الأسر أيضا بحقوق أبنائها والعمل على الدفاع عنها. ومساندة الأسر في برامج التأهيل المرتكزة على المجتمعات إجمالا يمكن تقسيمها إلى مستويين:

© pixabay

(pixabay)

المستوى الأول:  التدريب

وهو وإن كان به نوع من التوجيه والإرشاد، إلا أنه عمل أكثر عمقا من مجرد إرشاد. ويسمى غالبا بالتدريب أو التثقيف حيث نسمع بتثقيف الأمهات. فهو تدريب أكثر مما هو إرشاد وتوجيه ويحتاج هذا المستوى من المساندة إلى تكوين القائمين به على تقديم خدمات وتدريبات منزلية معينة للأمهات على مهارات قائمة في مراجع خاصة بهذا النوع من المساعدة.

وتوضع فيه خطط تثقيفية خاصة لكل حالة على حدى ومتابعة نتائجها الوظيفية حركيا أو حسيا أو إدراكيا أو هما معا في الإعاقات المركبة. وتنفيذ أنشطتها التي تهدف إلى تطوير هذه القدرات لدى الطفل في شكل دروس للأم تحرص على الاستمرار في تنفيذها لوحدها مع الطفل بالمنزل

ويقوم المدرب/المرشد بتقييم النتائج على فترات معينة ووضع أهداف جديدة للتقدم المأمول أو الزيادة في وتيرة وحجم التدريب. وهذا يتم في إطار برامج معروفة للتدخل المبكر. وتجدر الإشارة إلى أن هناك عدة برامج لهذا التدريب من أشهرها: برنامج لتأهيل المجتمع، وبرنامج "بورتيج" وبرامج أخرى خاصة بحالات معينة. وهذه البرامج يعمل بها في التأهيل الذي يرتكز على عاملين من المجتمع المحلي متطوعين أو محترفين.

ويلعب فيها تنظيم لقاءات لأسر الأشخاص المعاقين دورا مهما، فمجرد لقاء الأسرة بأسرة أخرى تعاني نفس الأمر الذي تعاني منه، فيه نوع من المواساة حين يدرك الآباء أنهم ليسوا الوحيدين من يواجه الإعاقة وأثارها. هذا إضافة إلى أمر آخر مهم وهو تبادل الخبرات والتجارب، فالأسر المعنية خصوصا الأمهات، هن أكثر قدرة  على إيصال المعلومات التأهيلية و الإرشادية بسلاسة نظرا لرابط الاشتراك في نفس المصاعب و المشاكل مع الأسرة المتلقية. وهذا يفسر اعتماد العديد من البرامج التأهيلية على مساهمة الأشخاص المعاقين أنفسهم  وأسرهم في تخطيط  وتنفيذ هذه البرامج . ومن مميزات هذا النوع من البرامج أن بإمكانها أن تنفد في العديد من الدول النامية إذ تعتبر أقل تكلفة من التأهيل المرتكز على المؤسسات والمراكز الضخمة التي تتطلب أموالا باهظة لا قبل لميزانيات الدول النامية بها  وقد أصبح هذا النوع من التأهيل يحظى بدعم كبير من المنادين بمقاربات حقوقية تجاه الإعاقة إذ انه يكفل للطفل حق العيش في مجتمعه وبين أهله عوض عزله في مراكز خاصة تسودها حياة الغيتوهات. وهذا موضوع آخر ليس في نيتنا مناقشته هنا.

 

ومن أهم مراجع هذه البرامج وأكثرها غنى بالمعلومات المبسطة والمفيدة مثل دليل منظمة الصحة العالمية، تدريب المعوقين في إطار المجتمع لكل من أ.هيلاندرو ب . منديس و ج.نلسون و أ.جوردت.

 

المستوى الثاني: الإرشاد

وهو مستوى يتم العمل فيه بتوفير معلومات أساسية عن الإعاقة والقواعد الأساسية للتعامل السليم معها. مع تبسيطها اللغة للمتلقي، وهو الذي نحاول أن نتناوله في هذا المقال. وهذا المستوى  يمكن تقسيمه بدوره إلى قسمين:

 

1 - القسم الأول:

ويستهدف فيه الإرشاد علاقة الأسرة مع طفلها المعاق وتعاملها معه، حيث يمكن أن يحدث اختلالا إما بسيادة العطف الزائد عن حده في التعامل مع الطفل. حيث يحاول الأهل القيام بكل شيء نيابة عن طفلهم بما في ذلك الأشياء التي في مقدوره القيام بها. ويرجع الأخصائيون النفسيون ذلك إلى نفسية الأم -خصوصا- المتأثرة بشدة بازدياد طفل معاق لها. وينتج عن ذلك نتائج تتنافى مع مصلحة الطفل، إذ يعرقله ذلك عن تعلم مهارات الحياة اليومية والتواصل والمهارات الاجتماعية والاعتماد على النفس. وهذا ما يؤدي إلى اتكاله على المساعدة كليا. كما يمكن أن يحصل أن تستسلم الأسرة لليأس واعتبار الطفل كائنا لا يمكنه الإتيان بأي شيء، وبالتالي التخلي عن البحث عن سبل تأهيله وتطوير قدراته وتعليمه مهارات تساعد على اندماجه مستقبلا في مجتمعه. حيث يعتبر الأهل ألا فائدة من كل ذلك فيحجمون عن تعليمه وعن إشراكه في الأنشطة المجتمعية. وكل ذلك طبعا يلقي ثقله على كاهل الأم التي تصبح حياتها محصورة في العناية بالطفل وحاجياته. ولو أدى ذلك إلى إهمال رعاية وتربية إخوانه الآخرين فتصبح الأسرة غير متوازنة على المستوى السلوكي والعاطفي.


 

2 - القسم الثاني:

وهو التوجيه والإحالة إلى الهيئات المعنية بتقديم الخدمات الصحية والتربوية الأساسية والضرورية في عملية تأهيل  الطفل المعاق وشرح طرق الاستفادة من خدماتها .

بحيث يضع المرشد المعلومات اللازمة عن الخدمات الملائمة للطفل وعناوين الهيئات المختصة فيها رهن إشارة الأسرة مما يساعدها على تفادي ضياع الوقت بالتدخل بأسرع وقت ممكن. 

وهنا تتحكم نقطة بيئية أساسية في نجاح هذا الجانب من التوجيه وبلوغ الغاية منه لا يمكن إغفالها. وهي حجم ومستوى المنظومة الصحية والاجتماعية والتربوية المتوفرة بالقرب من الأسرة المسترشدة أو التي في متناولها الوصول إليها على الأقل. وغالبا ما يكون عمليا وكذا واقعيا أكثر الاستناد إلى منظومة الإحالة محليا بحكم المستوى المعيشي و إمكانيات أهالي الأطفال المعاقين الذين غالبا ما يكونون من الفئات الاجتماعية الفقيرة والشرائح المعوزة. كما أن التوجيه هنا يعمل إضافة إلى ذلك إلى لفت انتباه الأسر إلى الجوانب التي قد تخفى عنها بحكم عدم معرفتها بالإعاقة وسبل التعامل معها.وهذا الجانب جد مهم كلما تم توفيره للأسر في وقت مبكر من عمر الطفل. كما يهدف هذا المستوى أيضا إلى تصحيح اتجاهات الأسرة نحو الإعاقة بالتوعية و والتحسيس .

 

المراجع:

تدريب المعوقين في إطار المجتمع

أ.هيلاندرو ب . منديس و ج.نلسون و أ.جوردت

 

عبد الرحمان المودني، ناشط حقوقي في مجال الاعاقة

 

بتصرف


هل كان المقال مساعدا؟

الإبلاغ عن خطأ؟ تقرير الآن.

ابحث عن إجابات لجميع أسئلتك في المنتدى