يتعرض الأشخاص في وضعية إعاقةٍ لانتهاكات متعددة تعيق مزاولة حياتهم اليوميةِ بصورة طبيعية، ويعزى هذا الأمر إلى انتشار ثقافةٍ سلبية في الأوساط المجتمعية، ثقافةٌ تتخللها صور نمطية تعيق إمكانية الفهم الصحيح للعلاقات الاجتماعية وللتنوع البشري، وتحول دون تطور الوعي بالحقوق الإنسانية للأشخاص في وضعية إعاقة، الشيء الذي يجعل هؤلاء أكثر عرضة للانتهاكات التي تختلف وتتباين أشكالها باختلاف الجهات الصادرة عنها.
تأتي هذه الانتهاكات في شكل مواقف أو ممارسات أو تصرفات تصدر عن أفراد، كما أنها قد تأخذ شكل تصرفات أو قرارات إدارية تصدر عن المرافق العمومية (الإدارة)، وقد تكون في بعض الأحيان ناتجة عن تشريعات وسياسات تمييزية يتطلب إلغائها.
ومهما اختلفت مصادر وطبيعة هذه التصرفات فإنها تستهدف كافة الحقوق وإن كانت بدرجات متفاوتة حسب ظروف المكان والزمان التي تقع فيها، غير أن أغلب الأبحاث والتقارير التي أجريت حول واقع الأشخاص في وضعية إعاقة تكاد تجمع على أن الحقوق المصنفة أكثر من غيرها عرضة للانتهاكات حسب المصرح به هي:
-
التمييز والحرمان من الحقوق الأساسية: يمكن أن يتعرض الأشخاص في وضعية إعاقة للتمييز في الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية وفرص العمل والإسكان وغيرها من الخدمات الأساسية والحقوق الضرورية لحياة كريمة.
-
العنف والاعتداء: قد يكون الأشخاص في وضعية إعاقة عرضة للعنف الجسدي والعاطفي والجنسي والاعتداءات الجنسية بسبب عدم القدرة على الدفاع عن النفس بشكل فعّال أو بسبب سوء فهم لحقوقهم.
-
الإهمال والتجاهل: قد يتعرض الأشخاص في وضعية إعاقة للإهمال والتجاهل من قبل الأفراد والمؤسسات، مما يؤثر سلباً على جودة حياتهم وفرصهم..
-
التهميش الاجتماعي والعزلة: يمكن أن يتعرض الأشخاص في وضعيات إعاقة للتهميش الاجتماعي والعزلة نتيجة لعدم القدرة على المشاركة بشكل كامل في الأنشطة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
تمثل هذه الانتهاكات التي تطال الأشخاص في وضعية إعاقة من التحديات التي تتطلب جهودا مستمرة لخلق ثقافة إيجابية تشاركية لا إقصائية تصون حقوق هذه الفئة، وتضمن مشاركتها الكاملة والمتساوية في المجتمع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع المعتمدة:
عبد المالك أصريح، أحمد بلرقية، دليل حول آليات التظلم الداخلي، شبكة الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة بشمال المغرب، نونبر 2015، ص11-12 (بتصرف)