Skip to Content Skip to Mainnavigation Skip to Meta Navigation Skip to Footer
Skip to Content Skip to Mainnavigation Skip to Meta Navigation Skip to Footer

قصة نجاح شابة: خريجة في وضعية إعاقة في المغرب

فاطمة هي شابة مغربية من مواليد مدينة شفشاون، موظفة بالمديرية الإقليمية للتعليم بعد أن اشتغلت كأستاذة، وخريجة ماستر الأدب العربي إلى جانب تكوينات عديدة أخرى. فاطمة هي في وضعية إعاقة حركية حلقية تسببت في قصر قامتها وبعض الصعوبات في المشي. تقاسمت مع منصتنا تجربتها في الدراسة والتكوين ووجهة نظرها حول واقع ولوج الأشخاص في وضعية إعاقة للتعليم والتحديات المرتبطة بذلك. لقد تحفظت حول نشر معلوماتها الشخصية لسبب مثير للإهتمام بحد ذاته. وهو أنها تعتقد أن تجربتها هي تجربة تتكرر في حياة العديد من الأشخاص في وضعية إعاقة. مريم ليست شخصا في وضعية إعاقة وحسب، إنها تمثل العديد من النساء والفتيات المغربيات اللواتي اخترن أن يتبعن أحلامهن بغض النظر عن التحديات التي تخلقها الإعاقة في المستوى النظامي والإجتماعي. وهذا هو الحوار الذي خاضه ممثل فريق المنصة معها:

  • فاطمة، كيف تصفين تجربة حياتك عموما بصفتك شابة مغربية في وضعية إعاقة؟

  • مما لا شك فيه، فقد تعرضت للتنمر والانتقاص في الكثير من المراحل في حياتي، في الطفولة والمدرسة وأماكن أخرى، لكنني كنت أتلقى الكثير من الدعم والحب أيضا، أنا لا أعتبر أن تجربتي كانت سلبية.

  • أين كنت تتعرضين للتنمر والانتقاص؟ وكيف تعاملتي مع الأمر؟

  • عودةً إلى طفولتي، لم أكن قادرة على المشاركة في مجموعة من الألعاب والأنشطة مع باقي الصغار بالحي، وبالمدرسة أيضا. لم تكن بنيتي الجسدية تخولني الجري ومواكبة باقي الأقران، وهنا بدأ يُخلق نوع من الحاجز بيني وبين باقي الصغار، كانت تقال لي في القليل من الأحيان عبارات تشعرني بالتمييز، كنت أحزن، وأطرح بداخلي أسئلة مثل: لماذا أنا بالذات؟ لم لا أستطيع أنا أيضا المشاركة في تلك اللعبة؟ وكان تعامل الناس معي هو السبب الرئيسي في تقوية شخصيتي وثقتي في نفسي بينما أكبر.

  • كيف كان هذا التعامل من طرف محيطك في طفولتك؟

  • أحيانا أشعر بشفقة الناس علي، ولا يعجبني ذلك أبدا. "مسكينة"، "كاتبقا فيا…" أسمع العديد من العبارات التي تجعلني أحس بأنني ناقصة عن البقية، بأنني لست في نفس الركب والمستوى. لكن كما قلت، هذا يحصل أحيانا وحسب، أما في غالب الأحيان، فكنت أتلقى معاملة أقرب ما يكون ل"عادية". لقد حرصت عائلتي على التعامل معي بطريقة غير خاصة. شأني شأن إخوتي الإحدى عشر الذين ليسوا في  وضعية إعاقة، لم يسبق لعائلتي أن عاملتني بأي شكل من الامتياز عن اخوتي، أو التساهل مع الأخطاء التي قمت بها كطفلة… لقد كان التعامل معي مبنيا على كوني طفلة عادية في أسرة تقليدية. وهذا بالذات ما جعلني أحس بأنني أنتمي إلى بيئتي وأرتاح فيها. فقضيت طفولة ظريفة وآمنة إلى حد كبير. وأنا جد شاكرة لعائلتي بسبب ذلك. لقد كانت تربية والدتي لي بالخصوص ذكية جدا بالرغم من أنها لم تحظ بتعليم أو تكوين خاص.

  • كيف كانت حياتك المدرسية كتلميذة في وضعية إعاقة؟

  • لقد كانت مفعمة بالمشاعر، كنت أتلقى الكثير من الحب والتعاون من طرف باقي التلاميذ والأساتذة. كما قلت سابقا، فبالفعل كانت تحضر بعض مظاهر التمييز في ساحات اللعب وبعض المواقف المختلفة. لكن المشاعر الإيجابية وحسن الخلق في التعامل معي كان أكثر حضورا من كل ما هو سلبي. كنت تلميذة نجيبة، وكنت أحظى بكل التشجيع والاعتراف عندما أتميز. كنت أرغب في أن أتنافس مع إخوتي الذين تابعوا جميعا دراستهم. وأرغب في أكون مصدر فخر لوالداي اللذان يوليان قيمة كبيرة لمتابعة الدراسة. وهو ما جعلني كثيرة الحوافز للدراسة والتعلم والنمو.

  • هل كانت ظروف الدراسة والجة وتتوفر على خدمات لمساعدتك؟

  • لا، لم تتوفر أي من المؤسسات التي درست فيها على ولوجيات. كان من الصعب علي أن أنتقل بين الطوابق واستخدم العديد من المرافق. لحسن الحظ أولا، فإن إعاقتي ليست حادة، فأستطيع أن أستفيد من المرافق وأتنقل بعد القيام بمجهود. وهو ما يعاني منه باقي الأشخاص في وضعية إعاقة أصعب. وثانيا، فإن حس التضامن يحضر كثيرا في المدرسة، فأتلقى المساعدة من طرف باقي التلاميذ والأطر الذين لا يترددون في مساعدتي عند الحاجة. واستمر هذا الوضع حتى تخرجي من الدراسات الجامعية هذه السنة.

  • أصبحتِ أستاذة بعد حصولك على الإجازة، كيف كانت تجربة التحاقك بالعمل؟

  • لم تكن هينة أبدا، لم أوفق في النجاح بامتحان التعليم لمرتين على التوالي. وكان بعض الأصدقاء من دافع الشفقة ينصحونني بعدم الالتحاق بالعمل بسبب إعاقتي، يعتقدون أن البقاء في المنزل والاعتناء بصحتي أفضل لمصلحتي، لكنني كنت أعلم أنني لست الفتاة التي تريد ذلك المصير لحياتها. قمت باجتياز الامتحان بالسنة الثالثة وتميزت في الكتابي والشفوي. وقضيت فترة تكوين مرهقة وجميلة في نفس الوقت، إلى أن تم تعييني كأستاذة في أحد الدواوير البعيدة والصعبة الولوج بشمال المغرب. كان الوصول إلى الدوار يتطلب مواصلات خاصة لوعورة الطريق وبعد المسافة. ولم يكن الدوار يتوفر على خدمات صحية ووصول لشبكة الاتصال إلى غير ذلك من الخدمات الضرورية. وكان العديد من الأصدقاء ينصحونني بعدم الذهاب إلى هناك شفقة منهم على وضعيتي. لكنني كنت أرغب في أن أخوض هذا التحدي، كنت أعتبره تحديا بيني وبين نفسي. وبالفعل، قضيت أشهرا جميلة جدا بالدوار، كنت أحظى بتعامل طيب جدا من طرف التلاميذ وحتى سكان المنطقة. لكنني لم أستطع الاستمرار طويلا بسبب حاجتي للخدمات الأساسية التي تغيب في تلك المنطقة للأسف. فانتقلت لأشتغل بالنطاق الحضري بالمديرية الإقليمية مباشرة بعد تم قبولي في إحدى المهمات الشاغرة. ولا أعتبر أن قراري في الانتقال كان بسبب إعاقتي، بل فقط بحثا عن ظروف عمل أفضل كما هو الحال عند جميع الموظفين. وعموما، أعتبر نفسي راضية عن كل القرارات التي اتخذتها في حياتي المهنية، لقد أثبت لنفسي أولا، ولمحيطي أيضا أنني قادرة على اتخاذ قرارات وتحمل المسؤولية ككل الأشخاص. وأنني لست مختلفة عنهم.
  • ما هي الرسالة التي تريدين توجيهها للأشخاص في وضعية إعاقة في المغرب؟
  • إن أردنا التركيز على الجانب السلبي والتحيات والمعيقات التي نواجهها كل يوم، فلن نستطيع تحقيق أي شيء في مصلحتنا ومصلحة أحبائنا. بالفعل فإن الواقع يحمل الكثير من الجوانب السلبية التي لا تنتهي. لكنني أحب التركيز على الجانب الإيجابي. ثقتي في ذاتي كانت كافية جدا لي لبلوغ أهدافي، ولا زلت إلى الآن أطمح للحصول على الدكتوراه والاستمرار في الترقي في المناصب الإدارية. وفي كل هذه الرحلة التي خضتها في حياتي، كان هناك أشخاص لطيفون جدا. وأريد أن أتحدث أكثر عن المشاعر الطيبة التي أحس بها. أرغب أن يكون الجميع، وليس الأشخاص في وضعية إعاقة فقط، يقومون بالتحدث عن الدعم والتشجيع والحب عندما يتلقونه، ولا يركزوا على الجانب السلبي وحسب

هل كان المقال مساعدا؟

الإبلاغ عن خطأ؟ تقرير الآن.

ابحث عن إجابات لجميع أسئلتك في المنتدى