Skip to Content Skip to Mainnavigation Skip to Meta Navigation Skip to Footer
Skip to Content Skip to Mainnavigation Skip to Meta Navigation Skip to Footer

الإعاقة وتحديات العنف اللغوي

برزت منذ منتصف القرن العشرين، الحاجة إلى مواجهة عنف رمزي لا يقل خطورة عن أي عنف مادي آخر، وهو عنف لا يتعلق بتهديد السلامة الجسدية، بل بتهديد السلامة النفسية، من خلال بث الكراهية والعنصرية والتمييز تجاه البشر بعضهم بعضاً، وتمثل اللغة إحدى الوسائل التي يتم من خلالها اشتقاق المفاهيم والمصطلحات والصور الذهنية والترويج للأفكار النمطية، ولإن كانت اللغة مصدرا يمكن أن يسهم في بث العنف الرمزي، فإنها في الآن ذاته تمثل خزانا ينضح بمفاهيم ومصطلحات تبث على الوئام والتماسك الاجتماعي والسلام الأهلي واليومي، فما أوجه العنف اللغوي الموجِّهِ لنظرتنا حول الإعاقة؟ وما هي البدائل اللغوية التي تتسم بالقبول وتحقق الإنصاف الاجتماعي؟

© pixabay

(pixabay)

لا يميز العنف اللغوي، بين لغة أجنبية أو محلية، فتجده كامنا بمختلف اللغات المستعملة، ففي اللغة العربية التي تحتل المرتبة الرابعة على الصعيد العالمي من حيث الانتشار والإنجليزية المتربعة عالميا على المستوى التواصلي والعلمي.. فقد تم تداول مفاهيم للإساءة مثل "أبله idiot"، "معتوه moron"، "كسيح cripple"، "عاجز invalid"، وبدأ توصيف من يواجهون صعوبات في التعلم أو في وضعيات متعلقة بالصحة بهذه الأوصاف القدحية المسيئة، كما أننا نجد أوصافا أخرى تحمل دلالات الشفقة أو الانتقاص من قبيل "يعاني من" أو "ضحية كذا"، والتي تصور الأشخاص في وضعية إعاقة على أنهم بؤساء أو عالة على أوساطهم، ليس هذا فحسب، بل نجد أوصافا أخرى قد تستعمل عن وعي أو عن غير وعي بتداعياتها على مشاعر الآخرين، من قبيل "مريض" أو "حالة"، وهي الأوصاف التي يطلقها المهنيون وتشيع بين الناس على الرغم من عدم إصابة الناس المعاقين بمرض، وهكذا يتوقف اعتبارهم أفرادا، أو يتم توصيفهم ب"معاق-معوق" بدل "أشخاص معاقين" أو "شخص معاق". 

 

وقد اقترحت منظمة الصحة العالمية تعريفات بديلة نفرد بعضها على الشكل التالي: 

القصور/العجز Impairment: أي نقص أو خلل في بنية أو وظيفة كالشلل مثلا. 

عدم القدرة: أي تقييد في قدرة الفرد على تأدية نشاط.

إن إشاعة مفاهيم وتعريفات بديلة لما هو سائد، من شأنه أن يحد من العنف الرمزي الذي يطال الأشخاص في وضعية إعاقة، وبدلا من ذلك، يجب اجتراح أوصاف أخرى بدأ العمل بها في بعض البلدان من قبيل "ذوي الهمم" نظرا لقدرتهم على تذليل المصاعب والتحديات، وسنفرد لهذا الموضوع تتمته في مقال ثان نبسط فيها قضايا لغوية أخرى تلوِّنُ نظرتنا نحو الإعاقة.  

المراجع: 

  • بكلماتنا نحن. الإعاقة والاندماج في المغرب، العصبة الإنجليزية لوقاية الأطفال، جمعية غوث الأطفال البريطانية، ط2، 1997، المغرب، ص6.

  • جان جاك لوسركل، عنف اللغة، (ترجمة محمد بدوي)، المنظمة العربية للترجمة، ط2، 2006، بيروت.

أميرة حسن الدسوقي، من "توكسيك" إلى "ذوي الهمم".. هل يؤثر تغيير المصطلحات حقا على التواصل بين البشر؟، مقال نشر على موقع ميدان بتاريخ: 8-1-2023، الرابط: https://2u.pw/z11mhL8W


هل كان المقال مساعدا؟

الإبلاغ عن خطأ؟ تقرير الآن.

ابحث عن إجابات لجميع أسئلتك في المنتدى